أنظمة الذكاء الاصطناعي المتخصصة بحلول اللغات لن تحل محل المترجم البشري، على الأقل في الوقت الحالي، وفيما يلي أسباب ذلك

Language AI Won’t Replace Human Translators Just Yet – Here's Why
أنظمة الذكاء الاصطناعي المتخصصة بحلول اللغات لن تحل محل المترجم البشري، على الأقل في الوقت الحالي، وفيما يلي أسباب ذلك

إذا كنت تفكر في استبدال فريق اللغويين لديك بأنظمة معالجة لغوية تعمل بالذكاء الاصطناعي، فننصحك بالانتظار قليلاً. فبالرغم من أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي حققت تقدّماً هائلاً على مدار السنوات الماضية وتمكّنت من التفوق على البشر في العديد من المجالات، كتشخيص الأمراض، وقيادة السيارات، إلّا أنها لا تزال عاجزة عن التفوق عليهم في المجال اللغوي. لكن ذلك لا يعني أن تقنيات الذكاء الاصطناعي المتخصصة بمجال اللغات ضعيفة، بل على العكس تمامًا، فالآلات قادرة على ترجمة كميات كبيرة من النصوص في وقت قصير، وإجراء محادثات بسيطة، وإعداد نصوص مكتوبة، وتنفيذ عدد متنوع من المهام التي تُسهل حياتنا اليومية بشكل كبير. لكن بالرغم من ذلك، يقول الخبراء أن الوقت لا يزال مبكرًا جدًا للاعتماد بشكل كلي على تقنية الذكاء الاصطناعي في مجال اللغة. البشر كانوا ولا يزالون العنصر الأساسي في منظومة اللغة، وسيبقون كذلك في المستقبل القريب. لهذا قد يكون من السابق لأوانه الاعتماد بشكل كامل على تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال اللغوي.

السؤال الذي يجب طرحه هنا هو، لِمً يُعد البشر عنصرًا أساسيًا في أنظمة الذكاء الاصطناعي المتخصصة بمجال اللغة؟ وما هي الجوانب التي لم تُتقنها الآلات بعد؟ نُناقش في هذا المقال المساهمات القيّمة التي يقدّمها البشر للغة، والأسباب التي تدعو لإشراكهم في المشاريع المتعلقة باللغات ومدى مساهمتهم في تحقيق مخرجات واضحة وذات جودة عالية في هذه المشاريع.

١. البشر قادرون على فهم السياق

البشر قادرون على فهم السياق

تتأثر اللغة بالسمات الشخصية بشكل كبير، أي أن استخدامها يمكن أن يختلف من مكان إلى آخر، ومن فرد لآخر. والطريقة التي تُستخدم فيها الكلمات يمكن أن تُغيّر معناها الأصلي إلى حد كبير، ما يمنحها معاني وعمقًا جديدًا. يتمتع البشر بقدرة عالية على ملاحظة هذه الاختلافات الدقيقة بفضل قدرتهم على فهم الإيحاءات والإشارات غير اللفظية، ونبرات الكلام، وغيرها من التفاصيل الدقيقة التي تساعدهم على فهم المغزى من النصوص. أما برمجيات الذكاء الاصطناعي فتستند بشكل كبير إلى الواقع الموضوعي، ما يعني أنها تتّبع مجموعة من القواعد والتعليمات الجامدة (سواء المادية أو الرياضية) التي تتحكم بعمليات اتخاذ القرارات التي تقوم بها هذه البرمجيات.

تتميز تقنية الذكاء الاصطناعي بقدرتها الكبيرة على أداء مهام مُحددة بفضل اعتمادها على أنظمة متطورة للغاية مدربة على التعامل مع كمية هائلة من البيانات. لكن نظرًا لصعوبة وضع قواعد محددة للتعامل مع اللغة، يواجه المُطورون تحديات كبيرة في تصميم برامج قادرة على معالجة المدخلات اللغوية بدقة وبشكل مستمر. ولا يعني ذلك أن اللغات لا تخضع لقواعد محددة، على العكس تمامًا، فاللغة تتضمن قواعد خاصة بها، مثل قواعد تصريف الأفعال، لكن هذه القواعد محكومة بالأعراف السائدة وليس الواقع الموضوعي. تتطور اللغة بشكل مستمر، لذا يجب أن تواكب عملية تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي هذا التطور والتغيّر. بالإضافة إلى ذلك، البشر هم وحدهم من يمكنهم تحديد ما إذا كان النص مكتوبًا بواسطة إنسان أو آلة. وبالرغم من أن الآلات تستطيع إعداد نصوص ذات دلالات معنوية سليمة تمامًا، إلاّ أن هذه النصوص قد لا تبدو سلسة أو طبيعية كالنصوص التي يكتبها البشر، ما يُضعف من كفاءة النص.

لِمَ يعتبر السياق مهمًا في اللغة؟

حتى وقت قريب، لم تكن أجهزة الحاسوب قادرة على إعداد نصوص مُحكمة الصياغة. لكن بفضل تقنيات معالجة اللغة الطبيعية والتعلم العميق والتنميط الإحصائي، أصبحت هذه الأجهزة قادرة بشكل مبهر على إعداد نصوص ذات صياغة أكثر ترابطًا وسلاسة. وهذا هو السبب وراء النجاح الواسع الذي حققته تكنولوجيا اللغة مؤخرًا حيث ساهمت هذه التكنولوجيا بدور أساسي في عمليات تصميم روبوتات المحادثة وأنظمة المساعدة الشخصية التي نستخدمها في حياتنا اليومية، سواء على المستوى الشخصي أو المهني. من جهة أخرى، أظهرت الدراسات التي أجريت مؤخرًا أن الآلات قد تكون عاجزة عن فهم ما تقوم بقراءته أو كتابته، ما يجعلها أكثر عُرضة لارتكاب الأخطاء. وهذا النوع من الأخطاء قد يُثني الشركات عن الاعتماد بشكل كامل على روبوتات المحادثة للتواصل مع مُتعامليها لأن الأخطاء التي ترتكبها هذه الروبوتات قد تكون في بعض الأحيان كبيرة لدرجة أنها قد تتسبب بإثارة غضب المُتعامل، وقد تُكلّف الشركة كثيرًا خاصة إذ لم يكن هناك موظف خاص يتولى الرد على المتعاملين في حل فشل روبوت المحادثة في ذلك. 

ولإثبات هذا الأمر، صمّم بعض الباحثين اختبارًا لتقييم المهارات المنطقية لأنظمة معالجة اللغة الطبيعية باستخدام 44000 سؤالاً وقاموا بتقسيمها إلى أزواج متطابقة من الجُمل، وتم إدراج كلمة واحدة مختلفة في كل جملة (الكلمة المُحفزة للتحليل) بهدف إعطاء معنى مختلف لكل جملة. أمثلة على الجُمل:

● رفض أعضاء مجلس المدينة منح المتظاهرين تصريحًا خشية قيامهم بأعمال عُنف.
● رفض أعضاء مجلس المدينة منح المتظاهرين تصريح لأنهم كانوا يدعمون أعمال عنف.

تحمل هاتان الجملتان معنيين مختلفين، وفي هذا المثال طُلب من الآلات تحديد الفاعل في كل جملة. الفاعل في الجملة الأولى هم أعضاء المجلس، أما في الجملة الثانية فالفاعل هم المُتظاهرون. أظهرت نتائج البحث أن أحدث التقنيات وأكثرها تطورًا لم تتمكن من اجتياز الاختبار، حيث تراوحت درجاتها بين 59.4% و 79.1%، مقارنة بالبشر الذين سجلوا في المتوسط درجة 94%. تظهر هذه النتائج أن الآلات لم تصل بعد للمستوى الذي يسمح لها بفهم سياق النصوص اللغوية وإدراكها.

أهمية السياق في الترجمة

التحديات والصعوبات التي تواجهها تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الترجمة لا تقل عن تلك التي تواجهها في مجال معالجة النصوص والتعامل معها. وعلى الرغم من أن استخدام هذه التقنيات في الترجمة مفيد وفعّال، كترجمة الأدلة الطويلة التي تكون فيها فرصة ارتكاب الأخطاء أقل، إلّا أن أداءها ينخفض وكفاءتها تقل عند ترجمة نصوص أخرى. من ناحية أخرى، إذا كانت نصوصك الأصلية تحتوي على مفردات من اللغة العامية أو اللهجات المحلية فقد لا تتمكن الآلات من ترجمتها بدقة. إضافة إلى ذلك، لا تُراعي الآلات الاعتبارات الثقافية وتعجز عن فهم علاقتها بالنصوص المراد ترجمتها، على عكس المترجم البشري. على سبيل المثال، يقتصر استخدام اللغة الرسمية في كلّ من ألمانيا واليابان على قطاع الأعمال، وهي جزئية قد لا تستطيع الآلات إدراكها أو مراعاتها. للتغلب على هذه العقبة، يعتمد معظم مزودي خدمات اللغات على الآلات في المرحلة الأولى من عملية الترجمة، ثم يُرسلون النصوص المترجمة إلى الأخصائيين اللغويين لتصحيح الأخطاء التي قد تحتوي عليها تلك النصوص ضمن عملية يُطلق عليها تحرير النصوص ما بعد الترجمة الآلية. من خلال هذه الطريقة، يمكن إنجاز الترجمات بشكل أسرع وبأقل قدر ممكن من الأخطاء.

٢. سلوكيات التحيّز في تقنيات الذكاء الاصطناعي

 سلوكيات التحيّز في تقنيات الذكاء الاصطناعي

على الرغم من أن أداء تقنيات معالجة اللغة الطبيعية أصبح أكثر كفاءة وفاعلية في الآونة الأخيرة، إلا أن المُطّلعين على هذا المجال أفادوا بأن هناك نوعًا من التحيّز في نتائج أداء خوارزميات اللغة. فبحسب دراسة أجريت على نموذج اللغة (GPT-3)، تبين أن الآلات تُظهر نوعًا من التحيز نحو جنس دون آخر في نتائجها.

فيما يلي أمثلة على الجُمل الافتتاحية التي اشتملت عليها الدراسة:

● كان هذا الشخص…..
● يمكن وصفه بأنه……….

بعدها تم تحليل النصوص التنبؤية لتسليط الضوء على عبارات الوصف والعبارات الظرفية المشتركة التي تم اختيارها لكلا الجنسين. أظهرت نتائج الدراسة أن البرنامج اختار كلمات محددة لوصف مظهر الأنثى (مثل كلمة “رشيقة القوام” و”جميلة”)، في حين استخدم كلمات عامة أكثر لوصف الرجال، مثل كلمة “كبير” أو “جذاب”.

سلوك التحيّز الذي تُظهره تقنيات الذكاء الاصطناعي ليس جديدًا ولا يقتصر على التحيز لجنس دون آخر، بل يمتد ليشمل العرق. ففي الآونة الأخيرة، تعرّض مُصممو برامج التعرّف على ملامح الوجه لانتقادات واسعة لأن الخوارزميات التي قاموا بتطويرها فشلت في التعرّف على وجوه الأشخاص من غير البشرة البيضاء. لكن لا يمكننا لوم الآلات في أيّ من هذه الحالات. فالمخرجات الناتجة في هاتين الحالتين ما هي إلا انعكاس للبيانات التي أدخلت في النظام والتحيزات التي تحكُم العلاقة بين البشر.

آليات الحد من التحيز في سلوكيات الذكاء الاصطناعي المتخصص بحلول اللغات

آليات الحد من التحيز في سلوكيات الذكاء الاصطناعي المتخصص بحلول اللغات

أظهرت العديد من الأبحاث أن الآلات لا تستطيع الكشف عن التحيزات وتعجز عن تحديد الأسباب الكامنة وراءها أو المخاطر المرتبطة بها. لهذا السبب، يجب التركيز على إدراج العُنصر البشري بشكل دائم في دورة تعلّم الآلة من أجل الحد من التحيّز في أداء برمجيات اللغة.

تُستخدم العديد من البرامج، مثل GPT-3 وغيرها من الروبوتات المتخصصة باللغات، في مختلف نواحي الحياة، لذا فتأثيرها على رفاهية المجتمع كبير جدًا. الجدير بالذكر أن الهدف من تحليل سلوكيات التحيّز لدى أنظمة الذكاء الاصطناعي لا يقتصر فقط على تحسين مستوى جودة المنتج النهائي، بل يتجاوز ذلك ليشمل الحد من الضرر الذي قد يتعرض له البشر نتيجة سلوكيات التحيّز التي تتبعها الأنظمة التكنولوجية. وبما أن اللغة أداة من صُنع البشر، فإن البشر هم وحدهم من يستطيع إحداث التغيير المطلوب الذي سيساهم في تعزيز مبادئ التسامح، والعدل، وتقبل الآخر في مجتمعات المستقبل. ونظرًا لأن أنظمة الذكاء الاصطناعي تميل عادة لنشر الأخبار المزيفة والتعبيرات اللغوية السلبية أو المؤذية التي يمكن أن تتطور إلى أحداث على أرض الواقع، لا بُد من السعي لإشراك العنصر البشري لضمان استخدام هذه الأنظمة بشكل مسؤول ومُقنّن.

٣. تفتقر الآلات لحسّ الفكاهة

وعلى الرغم من أن المترجمين يواجهون تحديات أحيانًا لاستيعاب النكات والتلميحات التي ترد في النصوص، إلّا أنهم قادرون على التغلب عليها من خلال محاولة تفسير لغة الجسد أو مقاصد الجُملة، من أجل استيعاب معنى النص. وهي ميزة لا تتمتّع بها الآلات حاليًا. فعلى سبيل المثال، عند عرض نص غير مفهوم على برنامج Google Translate، يقوم البرنامج بعرض ترجمات لا علاقة لها بالنص الذي يتم إدخاله، والسبب في وراء حدوث هذا الخطأ هو أن الآلة تُعطي الأولوية للطلاقة في الصياغة على حساب الدقة في الترجمة، بحسب ما يقول الخبراء.

قيام الآلة باستبدال النصوص يمكن أن يكون له تبعات على المدى البعيد في حال كان السبب في حدوث أخطاء في الترجمة النهائية منسوبًا لمحتوى النص الأصلي وليس لخلل في برنامج الترجمة.

دور البشر في سدّ الفجوة في خوارزميات اللغة

دور البشر في سدّ الفجوة في خوارزميات اللغة

عادة ما يتم تدريب نماذج اللغة على التعامل مع نصوص نظرية لا أساس لها في واقع الحياة، وهذا هو أكبر عيوبها. بالتالي، فالمعارف التي تكتسبها هذه الأنظمة والنماذج محكومة بالنصوص التي يتم تدريبها عليها. فعلى سبيل المثال، من السهل جدًا إجراء محادثة مباشرة مع أجهزة المساعدة الشخصية، مثل أليكسا وسيري، لأن هذا النوع من المحادثات محكوم بمجموعة محددة من الظروف، ومفردات محدودة وفي بيئة خاضعة للرقابة. لكن عند الاستعانة بها لأداء مهام أكثر تعقيدًا، مثل الترجمة الفورية المباشرة، تفشل معظم البرامج في التعامل مع هذا النوع من المهام. 

هناك الكثير من الجدل الدائر حول قدرة الآلات على استنباط المعاني من النصوص البحتة، إذ يميل معظم الخبراء للاعتقاد بأن الآلة لا تمتلك هذه القدرة، ويؤكدون على ضرورة إشراك العنصر البشري في التعامل مع اللغات. لذلك، لا بُد من وجود مشرفين يتولون مهمة مراقبة أداء نماذج اللغة الآلية القائمة على الذكاء الاصطناعي بشكل وثيق لضمان الالتزام بالمسؤولية الأخلاقية وسلامة المخرجات.

هل أنت مستعد للاستفادة من مزايا تقنيات الذكاء الاصطناعي والبشري؟ اضغط هنا لمعرفة المزيد حول حلول اللغة التي تقدمها شركة ترجمة والتي تجمع بين الإبداع البشري وسرعة الذكاء الاصطناعي.

https/www.weforum.org/agenda/2018/10/3-reasons-why-ai-wont-replace-human-translators-et/
https/www.technologyreview.com/2020/01/31/304844/ai-common-sense-reads-human-language-ai2/amp/
https/insidebigdata.com/2020/11/11/why-humans-sill-need-to-be-involved-based-ai/

مقالات مشابهة

Arabic Translation

أبرز تحديات الترجمة باللغة العربية وكيفية التغلب عليها

الترجمة باللغة العربية تحديات و حلول لطالما كانت الحاجة إلى التواصل بين الشعوب المختلفة تستأثر اهتمام الإنسان منذ فجر التاريخ. لعبت الترجمة دوراً هاماً في نقل المعرفة والمراسلات بين مختلف شعوب العالم وعلى مر العصور وهي الرابط بين الحضارات، والمترجمون رسل التنوير، من قديم الزمان وحتى يومنا هذا.   لم تفقد الترجمة أهميتها أو ضرورتها أو فاعليتها، فهي الوعاء الذي تنقل من خلاله المعرفة من بلد إلى آخر ومن لغة إلى أخرى. بالإضافة إلى ذلك، لقد ساعدت الترجمة بشكل كبير العديد من الشركات والأفراد على تقديم منتجات مختلفة لمجموعة كبيرة من الناس.    ومع ذلك، هناك بعض التحديات التي تواجه فرق الترجمة أو المترجمين عندما يتعلق الأمر بترجمة اللغات على سبيل المثال اللغة العربية. فيما يلي بعض التحديات الأكثر شيوعًا وطرق التغلب عليها:   توجد متطلبات لصياغة الترجمة باللغة العربية بجودة عالية    مسؤولية الترجمة باللغة العربية تقع على عاتق المترجمين، بسبب التركيب المعقد للغة. تتطلب الترجمة العربية سنوات من الخبرة وإتقان لللغة ولهجاتها المختلفة. يجب أن يتمتع المترجمون بمعرفة عالية فيما يتعلق بالمجال الذي يتخصصون فيه. يجب أن يتمتعوا بمهارات لغوية متميزة لأنهم ببساطة ينقلون القيم والخبرة إلى شريحة مستهدفة.     نظرًا لأن كل لغة تتطور داخل بيئتها الثقافية الخاصة، فإن نتيجة الترجمة ستختلف حتمًا عن النص الأساسي، وهذا أمر طبيعي. لذلك من المهم جدًا للمترجمين أن يحددوا أولوياتهم وأن تكون لديهم الخبرة اللازمة التي يحتاجونها لترجمة النص الأساسي إلى النص المستهدف بأدق طريقة ممكنة. ومع ذلك، فإن الأمر ليس بهذه السهولة في ظل وجود العشرات من التحديات التي يواجهها المترجمون أثناء العمل على الترجمات العربية.   تتميز اللغة العربية بتعدد لهجاتها    اللُّغَة العَرَبِيّة هي أكثر اللغات السامية تحدثاً وإحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم، يتحدثها أكثر من 420 مليون نسمة، ويتوزع متحدثيها في جميع أنحاء العالم، وهي لغة شائعة جدًا. تأتي ترجمة لغة منطوقة عالميًا مع تحدياتها الخاصة بسبب النطاق الواسع من اللهجات، تمامًا كما هو الحال في الأشكال المختلفة للغة الإنجليزية التي يتم التحدث بها في أستراليا وأمريكا وكندا وما إلى ذلك. كما تحتوي اللغة العربية على أكثر من خمسة وعشرين لهجة مختلفة. ومع ذلك، يمكن تقسيم أشكال اللهجات العربية الأخرى إلى ثلاث فئات: العربية القرآنية أو الكلاسيكية، والعربية الفصحى الحديثة، والعامية أو العربية اليومية.    تعتبر اللغة العربية القرآنية من اللغات المهددة بالانقراض إلى جانب اللغة العبرية. هي لغةُ الصلاة وأساسيةٌ في القيام بالعديد من العبادات والشعائرِ الإسلامية. كما ذكرنا بإيجاز أعلاه، فإن اللغة العربية الفصحى الحديثة هي اللهجة العربية الأكثر استخدامًا، وهي مستخدمة بشكل عام في المدارس والأدب ووسائل الإعلام والمجالات المتعلقة بالتكنولوجيا بالإضافة إلى قنوات الاتصال الإدارية. لذلك من الضروري أن نلاحظ أن الفصحى هي اللهجة الوحيدة التي يشاركها ويستخدمها المتحدثون باللغة العربية على مستوى العالم. العامية أو العربية اليومية هي اللغة الأم لكل شخص عربي، على عكس الفصحى التي يتم تدريسها في المدرسة. وكما يوحي الاسم، فإن هذه اللهجة شائعة الاستخدام في الحياة اليومية، وتستخدم في القراءة والكتابة.   هذه اللهجات لا تأتي بصيغة موحدة. لذلك، من الممكن رؤية العديد من الكلمات المستعارة من لغات أخرى في البلدان المجاورة، بما في ذلك؛ التركية والإيطالية والإسبانية والفرنسية.   أدناه مقارنة لكيف تقول اسمك بأكثر من لهجة عربية:    الفصحى الحديثة   المصرية   الشامية   اليمنية   مَا اِسْمُك؟     اِسْمَك إِيْه؟   شُوْ اِسْمَك؟   مِسْمَك؟       maa ismuk?   ismak eeh?    shuu ismak?    msmak?   What is your name?   What is your name?   What is your name?   What is your name?   كما يظهر في الأمثلة، يتم استخدام صيغة السؤال في نهاية الجمل في العربية الفصحى واللهجة الشامية واليمنية. ومع ذلك، في اللهجة المصرية، يتم استخدام صيغة السؤال في بداية الجملة. ومن الملاحظ أيضًا أن كلا من صيغ السؤال وبنية جمل السؤال تختلف باختلاف اللهجة.   اللغة العربية لها طبيعة معقدة   كونها خامس أكثر اللغات استخدامًا على مستوى العالم، فإن ثراء اللغة العربية وتعقيدها لا يفشلان أبدًا في ترك المترجمين عديمي الخبرة في حيرة من أمرهم. تعتبر الإنجليزية والفرنسية من أبرز اللغات عندما تتبادر إلى الذهن مصطلحات معينة في مجالات محددة مثل التكنولوجيا والعلوم. لذلك، من الصعب تأليف أو العثورعلى مصطلحات معادلة أثناء العمل على الترجمات العربية.   هناك تعقيد آخر يواجهه المترجمين المبتدئين وهو استخدام الأحرف الكبيرة للأسماء الخاصة وفي بداية الجمل باللغة الإنجليزية والعديد من اللغات الأخرى. ومع ذلك، في اللغة العربية لا توجد أحرف كبيرة. قد يكون هذا محيرًا جدًا للمترجمين لفهم السياق والمعنى تمامًا. مثال آخر هو ترجمة الأسماء العربية إلى الإنجليزية. نظرًا لأن الأبجدية العربية تتضمن أصواتًا غير موجودة في اللغة الإنجليزية، فغالبًا ما يجمع المترجمون بضعة أحرف لإعطاء نفس الصوت كما في النص المصدر. على الرغم من صعوبة المحاولة، لا تزال الأسماء المترجمة لا تنتج نفس الإحساس والصوت مثل النسخة العربية. في هذه المرحلة، يمكن لبعض المترجمين تحويل الأسماء إلى اللغة الإنجليزية، مما يمحو ما في اللغة العربية من السحر والبيان.    تم إجراء دراسة حول “تحديات الترجمة العربية: الحاجة إلى إصلاح وتطوير المناهج في اليمن” تم تسليط الضوء على التحديات الكبيرة، حيث جمعت هذه التحديات تحت أربع فئات رئيسية هي: نقص المعرفة المعجمية؛ المعرفة غير الكافية والتدرب على قواعد النحوية؛ ضعف الخلفية الثقافية وأجواء التدريس والمناهج الغير المناسبة. عندما ننظر إلى الجدول الذي قاموا بإنشائه بعد الدراسة حول هذا الموضوع، يمكن رؤية حجم قصور المعرفة المعجمية وتأثيراتها بشكل أفضل أثناء عملية الترجمة.    تُظهر ردود المشاركين المتعلقة بالمعرفة المعجمية وتأثيرها على الترجمة تحديات المفردات والمصطلحات والتعبير وملاءمة الكلمات الإنجليزية.   الازدواج اللغوي وطريقة الكتابة باللغة العربية تخلق الارتباك   اللغة العربية هي أيضًا لغة مزدوجة اللغة مما يعني أن اللغة المكتوبة والمنطوقة متنوعة للغاية. تحتوي اللغة العربية على أكثر من 12 مليون كلمة بها حروف وأصوات غير موجودة في لغات أخرى بطبيعتها الأبجدية المتصلة. بالإضافة إلى لهجاتها العديدة، قد تبدو اللغة العربية كلغة مخيفة للكثيرين بسبب صعوبة نطق حروفها وكلماتها، وأسلوبها الأبجدي الفريد، وهياكلها النحوية المعقدة. بسبب المصطلحات الغنية المتنوعة في اللهجات العربية، غالبًا ما يسأل المترجمون عن اللهجات العربية التي يجب أن يترجموا نصوصهم إليها لأن اللغة العربية هي مصطلح يشير إلى العديد من اللهجات الأخرى. نظرًا لأن اللغة العربية مزدوجة لغوياً، فإن المترجمين وشركات الترجمة يطلبون في الغالب الترجمة إلى اللغة العربية الفصحى الحديثة لأنها اللهجة الوحيدة المقبولة من بين اللهجات الأخرى.   بالإضافة إلى ذلك، فإن اللغة العربية هي لغة من اليمين إلى اليسار مما يعني أنها تُقرأ وتُكتب من اليمين إلى اليسار، على عكس اللغة الإنجليزية، فهي لغة تُقرأ وتكتب من اليسار إلى اليمين. يعود تنسيق الكتابة من اليمين إلى اليسار نفسه إلى زمن نوح. الأبجدية المستخدمة في تلك الفترة الزمنية خلقت أسس الأبجديات التي

product localization

دليلك إلى توطين المنتجات للدخول في أسواق جديدة

توطين المنتجات هو الوسيلة لدخول أسواق جديدة إذا كنت تطمح للتوسّع إلى الأسواق العالمية والوصول إلى شرائح جديدة من العملاء، يجب أن تضع توطين المنتجات على قائمة أولوياتك. فالتركيز على منطقة جغرافية واحدة فقط في استراتيجية التسويق يمنع الشركة من الاستفادة من فُرص هامة للنمو.  وسواء أكنت تدير شركةً ناشئة أو معروفة، فإنك على علم بالجهود التي يتطلبها إعداد استراتيجيات التسويق الفعالة. وهنا تكمن أهمية توطين المنتجات، فقد كشفت دراسة أجرتها شركة كومون سنس أدفايزوري أن 87% من الأفراد لا يُفضّلون شراء منتج إذا كانوا لا يعرفون اللغة التي كُتب بها الموقع الإلكتروني أو وصف المنتج. ومن خلال نتائج هذه الدراسة، يتضح لنا أن العميل لن يشتري منتجات شركة ما إذا لم يكن قادرًا على فهم اللغة المستخدمة في تسويقها، ما قد يعني أن جهودك ستذهب سُدىً.   من جانب آخر، لا يتقبل العملاء فكرة وضع معلوماتهم الشخصية والمالية في موقع إلكتروني مكتوب بلغة غير لغتهم. كما أن توطين المنتج لا يعني توفير المنتجات ومعلوماتها باللغة الإنجليزية، فهي ليست لغة يرتاح الجميع لاستخدامها. وهذا الجانب المهم من عملية توطين المنتجات هو ما تسبب بفشل العديد من الشركات العالمية في طرح منتجاتها بالأسواق المُستهدفة.  وبالرغم من وجود قطاع كبير من مزودي الحلول اللغوية الذكية ومساهمة التكنولوجيا بشكل كبير في تلبية الاحتياجات العالمية ومساعدة الشركات على توطين منتجاتها بسهولة، إلا أن حاجز اللغة لا يزال حاضرًا.   ما المقصود بتوطين المنتجات؟  يُقصد بمفهوم التوطين ترجمة نص بنقله من اللغة المصدر إلى اللغة الهدف مع مراعاة الفروقات والاختلافات الثقافية بين اللغتين والخصائص الاجتماعية والسلوكية للأفراد المتحدثين باللغة المستهدفة. وتنطوي عملية الترجمة المُعتادة على نقل معنى الكلمات من لغة إلى أخرى، مع الاهتمام بقابلية فهم النص والكلمات المستخدمة. إلا أن عملية توطين المنتج لا تقتصر فقط على نقل المعنى من لغة لأخرى، بل تتطلب أيضًا مراعاة سمات اللغة الهدف وطُرق استخدامها في المنطقة الجغرافية التي تتحدث بها، بالتالي فإنها يتضمن تكييف المحتوى بما يحقق الغاية المطلوبة.  ولا يكفي توطين المنتج فحسب، بل يجب كذلك توطين وسائل عرض واستخدام المنتج كما يلي:  – توطين البرامج  – توطين المدونات أو المعلومات  – توطين المواقع الإلكترونية  – توطين تطبيقات الهاتف المحمول  – توطين وسائل التسويق مثل منشورات وسائل التواصل الاجتماعي وأدلة الا- ستخدام ومقاطع الفيديو  لمَ عليك اختيار توطين المنتج؟  تعتبر الاختلافات اللغوية والثقافية العائق الرئيسي أمام مبادرات التواصل التي تنظمها شركات التسويق. إذ يتفرد كل مجتمع بمصطلحات وأمثال ومفردات ومعانٍ خاصة تميزه عن غيره، وقد لا تكون ترجمة هذه الكلمات أو العبارات إلى لغة أخرى ممكنة دائمًا. ويصبح من الصعب ترجمة المحتوى التسويقي لمنتجات معينة بسبب عدم وجود مرادفات تحمل المعنى المطلوب في اللغة الهدف. لذلك، تكتسب الشركة التي تنجح في نقل هذه المعاني إلى لغة أخرى أفضلية هائلة على منافسيها.  يتمتع توطين المحتوى التسويقي بأهمية كبيرة وتأثير عميق، فهو يساعد العملاء على فهم الرسالة التي تود إيصالها ويعزز الثقة والمصداقية. كما أنه يدعم الشركات في مساعيها لتوسيع نطاق أعمالها ويُتيح لها الوصول لشرائح جديدة من العملاء حول العالم. لذا يجب أن تشمل عملية التوطين جميع التفاصيل، من أوصاف المنتجات والخدمات إلى الحملات التسويقية وغيرها.   لنأخذ ترجمة الروايات كمثال على أهمية توطين المحتوى، فقد تتمتع الرواية بحبكة قوية وأسلوب سلس في اللغة الأصلية إلا أن ترجمتها قد لا تعكس ذلك في حال عدم تطبيق مبادئ التوطين. والأمر ذاته ينطبق على النصوص التقنية أو أدلة الاستخدام. فعلى سبيل المثال، تعتمد المصانع في الولايات المتحدة الأمريكية على نظام القياس بالقدم والبوصة وهي تفاصيل ترد كما هي في أدلّة الاستخدام. وإذا أرادت هذه المصانع والشركات طرح منتجاتها في السوق الأوروبي على سبيل المثال، فعليها تحويل هذه القيم إلى النظام المتري المعتمد في أوروبا. وهو ما يؤكد على أهمية عملية توطين المحتوى التي تجعل النص المُترجم مفهومًا للقُرّاء وملائمًا لثقافاتهم المختلفة.   أهمية توطين المحتوى  يمثل توطين المحتوى عنصرًا في غاية الأهمية في المواقع الإلكترونية للشركات باعتبارها المنصة التي تعرض فيها منتجاتها وخدماتها، إذ يجذب المحتوى الواضح عملاء جدد للشركة ويُعزز من قدرتها على التسويق لنفسها.   يُفضّل دائمًا اللجوء لعملية توطين المحتوى بدلًا من ترجمته حرفيًا، إذ يؤثر المحتوى المناسب للسياق المحلي على سلوكيات العملاء ونظرتهم للشركة وهو أثر لا تتركه الترجمة الحرفية. حيث يمكن إعادة صياغة أسماء المنتجات، أو المعلومات أو الجمل أو المصطلحات بأسلوب يراعي استخدامات اللغة الهدف وخصوصيتها الثقافية أو تاريخها. بالتالي، أصبح توطين المحتوى خدمة لا غنى عنها في وقتنا هذا بسبب العولمة والحاجة المُتزايدة لدى الشركات والمؤسسات للوصول لشرائح أكبر من العملاء من مختلف الثقافات وأنماط الحياة وفي مختلف المناطق الجغرافية حول العالم.   تتضمن عملية توطين المنتج إعادة صياغة دلالات الكلمات وتقديمها بأسلوب مختلف يلائم سكان الدولة المتحدثين بهذه اللغة، وهكذا يشعر القارئ بأن النص مكتوب بلغته الأم وليس نصًا مترجمًا وأن الشركة أو المنتج مألوفين بالنسبة له. وكما هو الحال في استراتيجية التسويق الجيدة، يجب أن تبني استراتيجية التوطين علاقة بين العلامة التجارية والعملاء عبر المحتوى الشيّق والجذاب.  كيف تخطط لعملية توطين المحتوى؟  يتطلب إعداد استراتيجية التوطين التسويقي الناجحة استشارة الخبراء المختصين في التعامل مع اللغة الهدف. لهذا السبب، يجب أن ينفذ عملية توطين المحتوى مترجمون محترفون ومتمرسون لديهم خبرة مهنية طويلة في المجال.   على المترجم المتمرّس والمؤهل أن يكون ملمًا بسمات اللغة الهدف ويتمتع بالقدرة على صياغة النصوص في تلك اللغة لتقديم نص سلس وواضح. وعلى المُترجم أن يراعي السمات الاجتماعية والثقافية لمتحدثي اللغة الهدف وطريقة استخدامهم للغتهم. بعد أخذ هذه النقاط بعين الاعتبار، يصبح بإمكانك البدء بآلية توطين المحتوى لتفتح لأعمالك آفاقًا جديدة.   خطوات إعداد استراتيجية توطين المنتج  ليس من السهل إعداد استراتيجية توطين فعالة، فهي تتطلب البحث والتخطيط والتحليل المفصل وتستغرق الوقت ويترتب عليها الكثير من التكاليف. لكنها في المقابل تساعد الشركة على تحقيق النتائج التي تريدها بسرعة، وتُعزز من وتيرة نمو أعمالها إذا نُفذت بالشكل الصحيح.   وفيما يلي خطوات تساعدك على إعداد استراتيجية توطين ناجحة:  1. إجراءالبحث المُفصّل    تتمثل الخطوة الأولى بإجراء بحث وتحليل مُفصّل ودقيق يستهدف الجوانب الثقافية للتعرّف على سمات السوق المستهدف. وتعتبر هذه الخطوة أساسية، إذ ينطوي طرح منتج بلغة جديدة في السوق دون تحديد احتمالية نجاحه على مخاطر كثيرة.   في هذه الخطوة، عليك أن تجيب على الأسئلة التالية: هل هناك حاجة للخدمة أو المنتج؟ من هم المنافسون المحتملون؟ ما أسلوب الإعلان الأنسب للشركة؟ فالاستراتيجية الإعلامية التي تنجح في بلد، قد لا تنجح في بلد آخر. لذلك احرص على أن تكون أفكارك مُبتكرة وقابلة للتكيف ومستدامة لتحقق نتائج على المدى الطويل.  2. توطين المحتوى الأكثر أهمية أولاً  من المؤكد أنك مطلع على المحتوى المنتشر في سوقك المحلي وتفاصيله، إلا أنه لا يمكنك استخدام نفس المحتوى في سوق جديد. لهذا، يُفضّل أن تعمل الشركة على تحسين استراتيجية التسويق الخاصة بها وتوطينها والتركيز بشكل أكبر على جانب الابتكار والإبداع.   يعتبر البحث الذي تُجريه الشركة حول السوق المستهدف بمثابة الدليل الذي يساعدها على تحديد توجّهات العملاء ومستويات الطلب المحلي والتعرّف على أوضاع السوق. فعلى الشركة أن تُركز على تحسين المحتوى الأكثر أهمية بالنسبة للسوق المستهدف وفقًا للبيانات التي تجمعها عنه وتتجنب توطين المنتجات دفعة واحدة قبل أن تفهم الظروف المحلية. وتعتبر المواقع الإلكترونية من أهم المنتجات التي يجب منحها أولوية في عملية التوطين كونها القناة التي تعطي الانطباع الأول حول الشركة ومنتجاتها للعملاء.   3. الإلمام بالقوانين والعادات المحليةواحترامها  على الشركة مراعاة مجموعة من الجوانب العملية عند التوسّع في الأسواق الجديدة، من أهمها معرفة القوانين والعادات المحلية السائدة في السوق. وهذا الجانب في غاية الأهمية، سواء كانت الشركة ترغب في ترسيخ مكانتها في سوق جديد أو تسجيل علامتها التجارية بشكل قانوني لتنفيذ أعمال تجارية أو إدارة شؤونها المالية أو التعاون مع شركاء محليين.   على الشركات الراغبة في توطين منتجاتها أو محتواها لأغراض التسويق أن تحرص على دراسة القوانين المتعلقة بالإعلانات، بما في ذلك الصياغة اللغوية والتصاميم المستخدمة، كونها تتفاوت بشكل هائل من منطقة جغرافية لأخرى. فالمحتوى الذي يكون مقبولًا في بلد قد لا يكون مقبولًا في آخر، وقد يخالف بعض القوانين المحلية فيه.   4. تجديد المحتوى باستمرار من المهم جدًا أن تكون مُطلعًا دائمًا على كل ما هو جديد، وأن تحرص على تحديث المحتوى وتحسين وتجديد المنتجات باستمرار مع تجنّب المبالغة في ذلك كيلا تخسر شركتك صورتها والهوية التي تُميزها.  كما يجب تنفيذ استطلاعات رأي محلية للتعرّف على آراء المُشترين والأفراد حول علامتك التجارية. وعليك أن تجد إجابات على سؤالين مهمين هما، هل يفهمون رؤيتك؟ وهل أدت جهودك التسويقية إلى تحوليهم لعملاء دائمين؟ يساهم التحديث المستمر للمحتوى وإدخال التعديلات اللازمة لمواكبة المستجدات في تعزيز جاذبية الشركة وحضورها، ما يؤدي بدوره إلى استقطاب المزيد من العملاء بمرور الوقت.     5. التعاون مع شريك مؤهل يدرك رؤية الشركة إدراكًا تامًا  هذه الخطوة هي على الأرجح الأهم من بين جميع الخطوات الأخرى. فمهما بذلت الشركة من جهد، لن يكون بمقدورها تحقيق أهدافها على صعيد التسويق العالمي دون وجود شريك كفؤ على دراية تامة برؤيتها وطبيعة عملها. قد تبدو عملية الترجمة في حد ذاتها عملية بسيطة، لكنها تصبح أكثر تعقيدًا عندما تتضمن توطين المحتوى. ونظرًا لأن عملية توطين المحتوى تهدف إلى إنشاء رابط حقيقي مع جمهور العملاء على مستوى العالم، فإن التعاون مع مزود متمرس للحلول اللغوية، مثل شركة ترجمة، سيمنحك أفضلية كبيرة على صعيد توطين المحتوى في الأسواق العالمية.   6. الحرص على الجودة  يضمن التعاون مع مزود موثوق للحلول اللغوية نتائج استثنائية، حيث تعتبر جودة المحتوى المُوطّن المعيار

Google Translate

6 أسباب تجعل من Google Translate خطرًا كبيرًا على شركتك (وماذا يمكنك أن تستخدم بدلاً منه!)

تعتبر خدمة Google Translate خدمة ترجمة آلية مجانية تقدمها شركة جوجل لترجمة النصوص بأكثر من 100 لغة. أطلقت خدمة Google Translate لأول مرة في عام 2006، واستخدم مطورها في البداية وثائق من الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي لتجمع البيانات اللغوية التي تحتاجها لإنشاء قاعدة بياناتها الضخمة. ولكن بالرغم من التحديثات الكثيرة التي طرأت على قواعد بياناتها، إلا أنها لا تزال غير قادرة على أخذ هدف أو سياق الرسالة بعين الاعتبار عند الترجمة، ولذلك، فهي تبقى مجرد حل جامد يلبي احتياجات الأفراد الشخصية اليومية لا أكثر. فمثلًا، حينما تكون في مركز تجاري ببلد أجنبي ولم تفهم لغة اللافتات، يمكن لـ Google Translate أن تعطيك فكرة عما تعنيه تلك اللافتات بلغتك. وإذا تأخرت عن اجتماع ما، ورغبت بإبلاغ شريكك الأجنبي بأنك في طريقك وتحتاج إلى بضع دقائق فقط للوصول، فاستخدم Google Translate لأنها ستساعدك على نقل هذه الفكرة لشريكك. لكن فيما يتعلق بالغايات والاستخدامات المهنية، فمن الأفضل تجنب هذه الأداة المجانية على الإنترنت. وفيما يلي ستة أسباب تبرر هذه الدعوة 1. Google Translate تعتمد على التعهيد الجماعي في جمع وتحديث البيانات  لا يتم تشغيل أو تحديث خدمة Google Translate من قبل مترجمين أو متخصصين في اللغة، بل يمكن لأي شخص، سواءً أكان خبيرًا طبيًا أم شخصًا عاديًا يتحدث لغته الأم، أن يقترح ترجمة لمصطلح أو عبارة أو تعبير لغوي. وهذا وحده يكفي لتبيان مدى خطورة ترجمة وثائق هامة عبر هذه الأداة المجانية للترجمة الإلكترونية. ويمكن تشبيه هذه الحالة بأن تسمح لأحد أقربائك أو أصدقائك الذين لا يمتلكون أي خبرة بالتعامل مع وثائقك القانونية المحررة بلغة أجنبية، بل قد يكون الأمر أسوأ من ذلك، لأنه على الأقل، لن يتعمد أقرباؤك وأصدقاؤك التلاعب بوثيقة مهمة كهذه. فهناك أشخاص يستخدمون الأداة ويتعمدون تحديث ترجمة مصطلحات معينة فيها بكلمات بذيئة أو ازدرائية بدافع المرح لا أكثر. في عام 2016، نُشرت مقالة في شبكة بي بي سي، تثبت مدى سوء Google Translate بأداء الترجمة التي يفترض أن تتخصص فيها. فقد اضطرت Google Translate لإصلاح “خلل بسيط” كان يجعل الأداة تترجم مصطلح “الاتحاد الروسي” إلى “موردور”، وهو اسم لمكان خيالي يُدعى “أرض الظلال” في رواية سيد الخواتم للكاتب جون رونالد رويل تولكين. ٢. عززت Google Translate (وغيرها من أدوات الترجمة الآلية) مخاوف حقيقية بشأن الخصوصية يتجه الكثير من الأشخاص، كلما احتاجوا إلى ترجمة وثيقة بسرعة، لاستخدام أداة ترجمة إلكترونية على الإنترنت ثم ينسخون وثائقهم ويضعونها على الأداة ليحصلوا على الترجمة التي يحتاجون إليها في أي لغة يرغبون بها. لكنهم ينسون في هذا الوقت أن الأدوات المجانية التي يستخدمونها تستعين بوثائق ترجمها أشخاص عاديون بهدف تحسين ترجمتها الآلية. وهذا يعني أنه من الممكن أنك ترسل وثائقك الحساسة عن غير قصد إلى خادم سحابي عام يمكن لأي شخص اختراقه والوصول إلى هذه الوثائق. ففي عام 2017، ادعت إحدى الشركات أن أداة الترجمة المجانية التي استخدمتها جعلت وثائق شركاتهم الخاصة متوفرة على جوجل ويمكن لأي شخص البحث عنها من خلال الموقع. وهنا لا بد من تحذير جميع أصحاب الشركات، ودعوتهم للانتباه والحرص من الاعتماد هم وموظفيهم على هذه الأداة من خلال استخدامها لترجمة وثائق لا يريدون لها أن تصبح متاحة للعموم. ٣. لا تستطيع Google Translate إدراك اختلاف اللهجات في عملية الترجمة هناك جانب آخر لترجمة جوجل الآلية وهو أن الأداة لا تزال غير قادرة على الكشف عن الفروق الدقيقة التي تتميز بها أي لغة في العالم، وأحد هذه الفروق الهامة هو اللهجات. لنأخذ اللغة العربية كمثال، وهي لغة تحتوي على أكثر من عشر لهجات مختلفة ولغات فرعية حديثة. وتتميز لهجات اللغة العربية كثيرًا عن بعضها البعض لدرجة أن العرب أنفسهم يصعب عليهم فهم بعضهم البعض أحيانًا. فبعض الكلمات باللهجة العربية المغربية لها معنى مختلف تمامًا عن المعنى الذي تعطيه في اللهجة الأردنية على سبيل المثال. فأداة Google Translate لا تدرك مفهوم “اللهجة” وقد تخطئ في ترجمة بعض الكلمات نتيجة لذلك. ولا تعتبر ترجمة اللهجات العربية الشيء الوحيد الذي قد تخطئ أداة جوجل في فهمه؛ فهناك لهجات مختلفة للغة الصينية، بالإضافة إلى وجود لهجات ألمانية خاصة بمناطق محددة؛ حيث أن معظم لغات العالم تتفرع إلى لهجات مختلفة. ٤. ترجمة Google Translate ترجمة مغرقة بالحرفية Google Translate هي “أداة للترجمة التلقائية”، لذا فهي تأخذ الكلمة من النص المطلوب ترجمته، وتجد ما يكافئها في قاعدة بياناتها، وتستخدمها في الترجمة، وهذه العملية بشكل عام هي السبب الكامن الذي يجعل الترجمات ركيكة ومستهلكة ورسمية، وأحيانًا محرجة. وعلى هذا الأساس، ربما لن يواجه أي منا مشاكل في الحصول على ترجمة دقيقة لجملة بسيطة جدًا مثل “I’m tired – أنا متعب”، ولكن المشكلة الحقيقية تظهر عند استخدام التعابير أو التعابير العامية مثل “bite the bullet” أو “roll with the punches”، واللذين يعنيان مواجهة الواقع السيء والصمود أمام المصاعب والانتقادات – على التوالي. ويبقى كل شيء هينًا ومستساغًا، أمام ترجمة وثيقة قانونية بمصطلحات ركيكة ولا منطقية، وإرسالها لعميل أجنبي. فقد تؤدي هذه الترجمة غير الدقيقة بشركتك إلى مواجهة تداعيات قانونية، وسوء فهم خطير لا يمكن تصويبه بينك وبين العميل. ويبقى كل شيء هينًا ومستساغًا، أمام ترجمة وثيقة قانونية بمصطلحات ركيكة ولا منطقية، وإرسالها لعميل أجنبي. فقد تؤدي هذه الترجمة غير الدقيقة بشركتك إلى مواجهة تداعيات قانونية، وسوء فهم خطير لا يمكن تصويبه بينك وبين العميل. ٥. Google Translate لا تستنبط المشاعر والنبرة وغيرها من الأمور الكامنة في اللغة لا يمكن للأدوات الإلكترونية المتخصصة بالترجمة إدراك النبرة في الخطاب الكتابي كما هو الحال حينما تخضع النصوص لترجمة الإنسان. وعندما تغيب المفردات والتعابير التي تحمل مشاعر معينة، مثل الغضب والحزن، فقد ينتهي بك الأمر بترجمة بعيدة عن الغاية المقصودة منها. وهناك خفايا وأدوات لغوية للكتابة، مثل السخرية، لا يمكن للترجمة الآلية إدراكها، بينما يستطيع الجهد البشري التعبير عنها عند الترجمة، حيث أن هناك جانبًا لغويًا في الكتابة لا يفهمه إلا البشر، وهو ما يعرف بالسياق. ٦. قد تسوء النتيجة حين تترجم Google Translate بعض النصوص بين بعض اللغات المحددة تنتمي اللغات إلى عائلات وأصول مختلفة، فيما يعني أن هناك بعض اللغات الشبيهة للغاية ببعضها، والبعض الآخر الذي لا يمت لغيره بصلة. وعلى هذا الأساس، فمن السهل نسبيًا ترجمة بعض النصوص من لغة إلى أخرى، مثل الترجمة من الإنجليزية إلى الفرنسية، أو من الألمانية إلى الإنجليزية، لأن كلًا من هذه اللغات ينتمي إلى ذات الأصول والجذور اللغوية. وفي المقابل، فإن هناك لغات يصعب حتى على البشر المتخصصين الترجمة فيما بينها أحيانًا، مثل الترجمة من الإنجليزية إلى العربية. وكما هو واضح، فكلما زاد التباين بين الجذور اللغوية للغتين معينتين، أصبح الحصول على ترجمة سائغة ومقبولة باستخدام Google Translate، أمرًا أكثر صعوبة. لا يمكن أن تحل الترجمة الآلية محل الجهد البشري في الترجمة

ما الذي يجعل اللغة العربية فريدة

في اليوم العالمي للغة العربية، نحتفي بلغتنا العربية العظيمة ونجدد فخرنا واعتزازنا لتحدثنا بلسانها. تعرفوا معنا على بعض سمات اللغة العربية الفريدة: لغة الضاد تواصل مع خبرائنا المختصين بمجال الترجمة باللغة العربية لتعرف كيف نستطيع أن نحقق جميع متطلباتك اللغوية.