كيف يمكن دمج تعدّد اللغات في عالم الميتافيرس

هل فكرت بعالم بعيد عن عالمنا الحقيقي نتحرك فيه مثل الأفاتار؟ عالم نلتقي فيه بمن نُحب ونستمتع بالحفلات الموسيقية ونمارس هواياتنا ونعمل ونتسوّق؟ نحن نتطلّع قدمًا لمثل هذا العالم، أو بالأحرى للفضاء الرقمي “الميتافيرس”.

تشهد طريقة تواصلنا مع العالم من حولنا تغييرات جذرية بدءًا من الرسائل النصيّة وصولًا إلى مقاطع الفيديو، والنهاية غير واضحة المعالم. الأمر الأكيد هو أن المنصة التالية ستكون أكثر شمولية وأكثر واقعية حتى – كما أنها ستتطلب عمليات جديدة كليًا.  لم يعد دور المستخدمين/ العملاء مقتصرًا على دور المشاهد؛ بل هم اليوم جزء لا يتجزأ من العملية ككل وهذا هو عالم الميتافيرس.

ينطوي عالم الميتافيرس على توجّهات اجتماعية تؤثر على مختلف مجالات الحياة ويكون تأثيرها أقوى على مجال التواصل الرقمي بشكل خاص: حيث يضمن ذلك حدوث تغيير جذري وتحسن ملموس على وظائف الاتصالات.  لنلقِ نظرة على عالم الميتافيرس وما في جعبته؟


ما هو الميتافيرس؟

استُخدم مصطلح ميتافيرس لأول مرة في رواية الخيال العلمي التي أصدرها الكاتب نيل ستيفينسون عام 1991 بعنوان “Snow Crush”. يصف المؤلف عالم الميتافيرس على أنه واقع افتراضي عالمي يمشي فيه الناس كالأفاتار. كل ما تحكيه هذه الرواية يُذكرنا بالألعاب الإلكترونية التي تتضمن أدوارًا جماعية بحيث يمكن لأكثر من لاعب المشاركة في اللعبة في الوقت نفسه. ولكن، الاختلاف الوحيد أنه ليس هناك لعبة ولا نتائج ولا أهداف محددة؛ وإنما الميتافيرس هو عالم مبني كبديل رقمي للعالم الحقيقي.

لم يتوقف الأمر عند رواية ستيفينسون، بل ظهرت فكرة الميتافيرس مرارًا وتكرارًا في روايات وألعاب إلكترونية وأفلام أخرى، منها على سبيل المثال لا الحصر لعبة  الكمبيوتر “Habitat” من عام 1985 ولعبة “Second Life” الإلكترونية من عام 2003 وسلسلة أفلام “Matrix” من عام 1999 أو فيلم ستيفين سبيلبيرغ المقتبس من كتاب ” Ready Player One” من عام 2018 وغيرها الكثير.

ميتافيرس هو رؤية للعالم الإلكتروني المشترك، عالمٌ يمتزج فيه العالم الافتراضي مع الواقع المعزز والعالم الحقيقي بحيث يحظى المستخدمون بخيارات هائلة للتفاعل والتواصل فيما بينهم، ويتحركون بهويات رقمية داخل فضاء افتراضي مشترك دون حدود داخلية.

بالنسبة للعديد من خبراء تكنولوجيا المعلومات والمحللين وشركات التكنولوجيا، الميتافيرس هو توجّه مستقبلي مهم. وخير دليل على ذلك تغيير اسم منصة “فيسبوك” إلى “ميتا”. تتكون كلمة ميتافيرس من شقين الأول هو “Meta” وتعني ما وراء أو ما هو أعلى مستوى، والثانية “universe” وتعني هنا مجمل المكان والزمان والمادة والطاقة. 

واليوم، يُطلق على رؤية العالم الإلكتروني المشترك اسم “ميتافيرس”، وهو عالم يمزج بين العالم الافتراضي (الواقع الافتراضي) والواقع المعزز والفضاء السيبراني والعالم الحقيقي، وكل هذا ضمن فضاء رقمي مشترك بدون حدود داخلية. غير أنه وحتى يومنا هذا لا يوحد تعريف محدد لمطلح “ميتافيرس”. كما أن تفسير التصميم المحدد للميتافيرس يختلف في بعض الأحيان.

عالم الميتافيرس: تقنيات وسمات وخصائص رئيسية

إن تحقيق رؤية الميتافيرس منوط بعدد كبير من التقنيات المهمة ومنها نظارات الواقع الافتراضي والنظارات الذكية والواقع المُعزز والعمليات ثلاثية الأبعاد والشبكة اللامركزية Web3 وتقنية البلوك تشين والرموز غير القابلة للاستبدال، بالإضافة إلى الاتصال بين النظراء والإنترنت السريع 5G والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والشبكات العصبية الاصطناعية وغيرها الكثير.

من المزايا المهمة للميتافيرس قابلية التشغيل المشترك لتطبيقات المجال الرقمي والواقعي. حيث يُتيح لك إمكانية المزج بين عناصر وأشياء في التطبيقات المختلفة للعالم الحقيقي والافتراضي في الوقت ذاته. فمثلًا، يمكن تحديد الممتلكات والمقتنيات الرقمية بكل وضوح باستخدام الرموز غير القابلة للاستبدال. ومن المزايا الأخرى المهمة هي لا مركزية الميتافيرس، حتى لو حاول عمالقة التكنولوجيا فرض سيطرتهم عليه.

نظرًا لأن هذه اللامركزية تستند على مفاهيم شبكة  Web3 بشكل جزئي، فهي تمنع قلة قليلة من المنصات والشركات الضخمة مثل أمازون وجوجل وفيسبوك من ممارسة تأثيرها على ميتافيرس. إن أساس التقنية للميتافيرس هو عبارة عن بنية تحتية جماعية ومشتركة. ففي شبكة Web3 يتمتع المستخدمون بمطلق السيطرة والسيادة على أفعالهم طوال الوقت. وبالنسبة للتقنيات ذات الدور المحوري في تحقيق اللامركزية، فمن الأمثلة عليها تقنية البلوك تشين المستخدمة للعملات المشفرة والاتصال بين النظراء. يتفاعل الأفراد ويتواصلون مع بعضهم البعض بشكل مباشر دون وسيط أو منصة تؤثر فيما بينهم. فيما يلي بعض الخصائص والمزايا الأخرى التي يتمتع بها عالم ميتافيرس:

  • مساحات ثلاثية الأبعاد وفي الوقت الفعلي بدون حدود داخلية.
  • ·          تقدم مستمر للميتافيرس دون توقف أو نهاية.
  • تحرّك المستخدمين بحرية مع هوياتهم الرقمية والأفاتار.
  • إمكانية التفاعل والتواصل بصرف النظر عن الموقع الحقيقي للمستخدم.
  • إمكانية إنشاء مساحات رقمية من قبل المستخدمين أو التأثير فيها أو تغييرها بأنفسهم وجعلها متاحة لمستخدمين آخرين.
  • مساحات افتراضية مغلقة ومفتوحة.
  • تبادل شامل بين العالم الافتراضي والحقيقي.
  • اقتصاد موحد للعملات الافتراضية والحقيقية.
  • لا حدود لأعداد المستخدمين.

ماذا عن العدالة، هل سترى النور في عالم الميتافيرس؟

يتمثل أكبر تحدي أمام فكرة الميتفايرس في أن يتحول هذا العالم إلى فضاء مُنظم مركزيًا – بخلاف الإنترنت اللامركزي. يُحذر بعض الخبراء من سيناريو محتمل حيث يقع الميتافيرس تحت سيطرة شركة واحدة فقط – بحيث تفرض سيطرتها على فضاء افتراضي يشمل كوكب الأرض بأكمله وجميع الاتصالات الرقمية التي تحدث عليه. إن القوة التي ستحظى بها هذه الشركة ستكون أكبر بعدة مرات من قوة عمالقة الإنترنت اليوم: فيسبوك وجوجل.

لا يمكن إدراج مستخدمي الميتافيرس ضمن فئة المستهلكين، وإنما هم يعتمدون على هويتهم الرقمية ويتفاعلون ضمن فضاء افتراضي. وهذا يعني أنه يمكنك المشاركة في تشكيل معالم الميتافيرس. في الميتافيرس، يعيش البشر ويمارسون أعمالهم ويتواصلون بكل سهولة. غير أنه وبخلاف العالم الافتراضي البحت، لا يحتوي الميتافيرس على عالم موازي وإنما أشياء وعناصر ومكونات مأخوذة من العالمين؛ من العالم الحقيقي إلى الافتراضي وبالعكس. تتمحور العديد من عناصر الميتافيرس حول الفكرة والرؤية القائمة على نظام بيئي إلكتروني لامركزي على شكل شبكة Web3. مع ذلك، فإن المساواة بين مصطلح ميتافيرس وشبكة Web3 ليس بالأمر المنصف بالنسبة لرؤية ميتافيرس. 

من حيث المبدأ، بإمكاننا جميعًا إنشاء عوالم وفضاءات جديدة. فعلى سبيل المثال، يمكن لأي شخص اختيار الأفاتار الخاص به وفي أي عالم سيتواجد وحتى في أي غرفة وبيئة، كما يمكن اختيار أسلوب التفاعل الاجتماعي والأشخاص أو الأفاتار الذي يرغبون بلقائه. وهذا أمر مستقل ومختلف تمامًا عن المنصات التابعة لشركات التكنولوجيا الكبرى.

يمكن أن يحدث الأمر برمّته على أساس علاقة النظراء ودون أي شيء أو أي شخص – أي دون وسيط. وهنا ينشأ الموضوع الرئيسي التالي وهو: تعدّد اللغات، أو بمعنى آخر ممارسات التوطين، أين موقعها في هذا الكون الجديد؟ 

الخبرات متعددة اللغات وعالم الميتافيرس: ماذا نتوقع؟

تُجسد التطورات العظيمة في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته الناجحة في معالجة اللغات حلُمًا طال انتظاره في عالم الخيال العلمي: نظام ترجمة عالمي وفي الوقت الفعلي يلغي حواجز اللغة. وتعمل شركة ميتا – صاحبة الفكرة – على هذا الموضوع في الوقت الحالي.

خلال تواجده في إحدى الفعاليات المرتبطة بمشاريع الذكاء الاصطناعي لشركة ميتا، أعلن مدير الشركة مارك زوكربيرغ أنه يرغب بتسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير مترجم عالمي في الوقت الفعلي – بما في ذلك اللغات النادرة. يقول زوكربيرغ: “الذكاء الاصطناعي سيجعل هذا الأمر ممكنًا في حياتنا هذه”.

يصف الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرغ تكنولوجيا الترجمة العالمية التي تعمل عليها شركته منذ سنين بأنها “قوة خارقة لطالما حلُم الناس بامتلاكها”. إن كسر حواجز اللغة هو أمر في غاية الأهمية كونه سيمكن الناس من الوصول إلى المعلومات إلكترونيًا بلغاتهم الأم أو بأي لغة يفضلونها. ومن جهتهم، يؤكد فريق البحث المعني بالذكاء الاصطناعي في شركة ميتا على أهمية هذا المشروع.

هنا، لا بد من الإشارة إلى أهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي التخاطبي كونها ستتيح إمكانية إنشاء شخصيات افتراضية خاضعة لسيطرة الذكاء الاصطناعي لتسكن العوالم الافتراضية الغامرة. ستكون هذه الأفاتار والشخصيات القائمة على الذكاء الاصطناعي قادرة على التفاعل فيما بينها باستخدام تعبيرات بشرية عدة إلى جانب الكلام، ومثال ذلك تعابير الوجه ولغة الجسد والعواطف والتفاعل الجسدي.

وباعتبارها أداة جوهرية، ستضطلع تقنيات الذكاء الاصطناعي التخاطبي بدور محوري في إنشاء شخصيات افتراضية معقدة وتتصرّف بشكل طبيعي. بفضل هذه التقنيات، سيحظى المستخدمون بتجارب رقمية غامرة في الميتافيرس مع مهارات اتصال لا تقتصر على الكلام فقط. إن التأثير الغامر لهذه التجارب هو ما سيُحدد نجاح عالم الميتافيرس.

عندما تسنح الفرصة للأفراد بالتفاعل والتواصل والعمل بشكل مباشر مع بعضهم البعض وبدون أي وسيط أو دولة أو منصة، سوف تتلاشى الحدود التي نلمسها اليوم على الابتكار والحركة وعلى عدد هذه العوالم. فهو في النهاية عالم رقمي جديد كليًا. ولكن، من حيث التفاعل والعلاقات الاجتماعية والاتصالات والاقتصاد والتجارة وغيرها، فإن العالم حقيقي بالفعل – ولا يختلف كثيرًا عن عالمنا الحقيقي الذي يحتاج إلى خدمات الترجمة والتوطين كعنصر أساسي لإتمام المهام والأعمال عبر العالم.

يمكن القول بأن الميتافيرس هي المنصة الأكثر تنافسية للعلامات التجارية، وأن خدمات التوطين لا تقتصر على الترجمة من لغة إلى أخرى. من جهة أخرى، يجب أن تكون المنتجات والرسائل التسويقية موثوقة ومقنعة للأشخاص الذين ينتمون لثقافات أخرى. تُثمر خدمات التوطين عن خلق رابط خاص مع الأفراد وجعل المنتج مرغوب وجذاب في أعين المستهلكين. لذلك، فهي مهمة للغاية للعلامات التجارية والمستخدمين على حد سواء.


كيف تستثمر الشركات في عالم الميتافيرس؟


مع انطلاق الشركة باسمها الجديد ورؤيتها المستحدثة، أكّد زوكربيرغ في أكثر من مناسبة على مدى تركيزه على تحقيق هذه الرؤيا. وحرصًا منها على ألا تتخلّف عن الرَّكب، حذت مؤسسات وشركات ناشئة أخرى وحتى وسائل الإعلام والمستثمرين حذو “ميتا” – فيسبوك سابقًا – وبدأ الجميع يدركون أن هناك “أمر ضخم قادم”.

بدأت الشركات بالتزاحم لخوض هذا المجال، خصوصًا لاستقطاب الفئات الشابة ومثال ذلك شركة هيونداي التي وسّعت أفقها مؤخرًا من منشأها في كوريا الجنوبية إلى العالم. أما لعبة Fortnite  فهي الأخرى تعمل على عالم الميتافيرس الخاص بها إلى جانب مطوري ألعاب Roblox  و Second Life. حتى الحفلات الموسيقية وعروض الأفلام الافتتاحية، كان لها نصيب من هذا العالم، وكل هؤلاء وصلوا إلى ملايين المشاهدين حتى يومنا هذا.

في المقابل، هناك جهات معارضة لهذه الفكرة برمّتها بمن في ذلك شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك، رئيس شركة تسلا. إن الميتافيرس هو “وجهة تسويق أكثر منه واقع”. علّق الرئيس التنفيذي لموقع نيتفليكس ريد هاستينغز على هذا الأمر بالقول إنه يُفضل التركيز على هذا العالم أكثر مما يُسمى بعالم الميتافيرس. وفي ضوء قوة الحاسب الهائلة، يتوقع الخبراء أن يستغرق تطوير عالم ميتافيرس متكامل من إلى 10 إلى 20 عامًا.

من جهة أخرى، نجد بأن عمالقة التكنولوجيا يستثمرون مبالغ طائلة لركوب الموجة وكسب المال من عوالم الميتافيرس. على سبيل المثال، أبدت شركة مايكروسوفت رغبتها بإنشاء عالم افتراضي للحياة العملية ونقل الاجتماعات إلى مساحات افتراضية من خلال تمكين المشاركين من الاجتماع بزملائهم كأفاتار في غرف مؤتمرات رقمية. وأضافت الشركة أنها بحلول نهاية العام ستعمل على دمج الواقع الافتراضي ونظارات الواقع المعزز ضمن تطبيق مايكروسوفت تيمز. تُتيح هذه النظارات الخاصة إمكانية تصوّر عالم ناشئ عن الحاسوب في الوقت الفعلي (الواقع الافتراضي) أو عرض محتوى رقمي في بيئة حقيقية (الواقع المعزز).

أما شركة ميتا فتتمثل رؤيتها في إنشاء عالم ميتافيرس شامل يتضمن جميع مناحي الحياة. وهي تركز في الوقت الحالي على غرف الدردشة للأصدقاء والزملاء.

من جهتها، تعمل شركة إنفيديا على تطوير أومنيفيرس، وهو عبارة عن منصة للأجهزة والبرمجيات يمكن استخدامها للمحاكاة الافتراضية لأجسام حقيقية معقدة. وكانت بي إم دبليو من أوائل الشركات التي استخدمت هذه المنصة لمحاكاة عملية الإنتاج في مصنع حقيقي للتنبؤ بالأخطاء والحد منها قبل بدء مرحلة التصنيع.

تسعى تينسينت وإيبيك جيمس، الشركات وراء لعبة Fortnite، إلى تحويل الألعاب إلى عالم ميتافيرس ضخم. وبالإضافة إلى الألعاب، سيكون هناك فعاليات كالحفلات الموسيقية. 

لماذا يجب وضع التوطين ضمن قائمة الأولويات؟

لقد كان للرقمنة تأثير ملموس على طريقة تفاعلنا وتصرفاتنا. ولأن اللقاء على منصة اجتماعية أسهل من المقابلة الشخصية؛ فقد تغيرت لغة التواصل كما تحوّلت ردودنا إلى مشاعر. ينطوي عالم الميتافيرس على توجّهات اجتماعية تؤثر على مختلف مجالات الحياة ويكون تأثيرها أقوى على مجال التواصل الرقمي بشكل خاص: حيث يضمن ذلك حدوث تغيير جذري وتحسّن ملموس على وظائف الاتصالات.  ينطبق ذلك أيضًا على الشركات التي ترغب بالتواصل والتفاعل مع عملائها أو متابعيها. ففي الميتافيرس، يتم اللقاء في فضاء افتراضي مع إمكانية التواصل بطريقة طبيعية وأقرب مقارنة بالتفاعل المباشر.

يتمثل جوهر الموضوع في نقل المشاعر بلغات مختلفة وبشكل طبيعي قدر الإمكان. ناهيك عن أن الشكل الجديد للتقارب سيزيد من درجة المصداقية، مما سيعزز علاقات أكثر قربًا وألفة بين منشئي المحتوى والبرامج والمتابعين. وهذا الأمر لن يتحقق إلا من خلال التوطين السليم للعديد من اللغات.

بدأت العديد من الشركات باستخدام  روبوتات المحادثة المتطورة لدعم خدمة عملائها في العديد من المهام. ومثل هذه الخدمة الافتراضية ستكون مطلوبة في عالم الميتافيرس. ولأن كل شي يحدث على مستوى عالمي، لا بد من تكييف كل جانب من جوانب هذا العالم بحيث يكون متناغمًا مع الثقافة المحلية. كل هذا يُجبر المستخدمين والشركات على التعامل مع مهام مثل الترجمة والتصميم والتدخّل البرمجي والعديد من المتطلبات التقنية. في أوروبا لوحدها، هناك 23 لغة رسمية محكية. والتحدي يكمن في إيجاد لغة تواصل مع أشخاص ومنتجات وشركات لا تتحدث اللغة نفسها.

يُتيح العالم الرقمي تجربة إلكترونية متخصصة بشكل متزايد من خلال خيارات التخصيص، حيث يمكن ابتكار رموز أفاتار فريدة على منصات الألعاب وأيضًا في وسائل التواصل الاجتماعي. توفر الخوارزميات المستخدمة على المنصات ذات العلاقة مساهمات فردية مصممة خصيصًا للمستخدم. كما يتوقع أن يحظى المستخدمون بفرص أكثر وأكثر للتعبير عن شخصياتهم رقميًا. من الواضح أن التوجّه السائد يُشير نحو الحاجة إلى خدمات توطين المحتوى.

في ظل هذه الحاجة وتفريد العالم الرقمي، أصبحت وسائل التسويق الجماعي الكلاسيكية متأخرة نوعًا ما.

بدأت وسائل التسويق الموجّه نحو المجموعات باكتساب أهمية وفعالية؛ إذ بات من الواجب على الشركات تبني أساليب عمل وطرق تفاعل قائمة على العلاقات. حتى أن “تخصيص” الشركات يصبح ذي طبيعة مباشرة أكثر إن كان ثلاثي الأبعاد.  


تجربة الميتافيرس في العالم العربي

حالها حال دول العالم الأخرى، وصل مفهوم الميتافيرس إلى دول العالم العربي وهناك العديد من العوالم الافتراضية مثل Muxlim Pal، وهي شبكة تعارف اجتماعية ذات توجّه إسلامي تحظر الأنشطة الجنسية أو تلك التي تنطوي على العنف أو المخدرات.

بإمكان العديد من الجزر العربية مثل جزيرة المملكة العربية السعودية وجزيرة الشرق الأوسط استضافة الفعاليات والاجتماعات التي تُرحب بالعالم الإسلامي بأسره. يمكن أيضًا تجربة الأنشطة الدينية مثل الحج إلى مكة المكرمة وحضور محاضرات حول الشؤون الإسلامية والعروض التثقيفية المتعلقة بتاريخ الدين.

يشهد العالم مرحلة جديدة من الإنترنت وسوف يكون لها تأثير كبير على المجتمع؛ إذ يواجه موظفو التسويق والاتصالات تحديات جديدة فرص جديدة وأيضًا. سوف يُطلق عهد الميتافيرس العنان لإبداعات وابتكارات استثنائية ويفتح المجال لفرص وأفق جديدة.

مقالات مشابهة

كليفرسو 3.3: الارتقاء بإدارة الترجمة إلى آفاق جديدة عالمياً وفي اسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 

انطلق في رحلة لاستكشاف الإمكانيات الرائدة‏ لمنصة كليفرسو ‏التي تتلألأ عالمياً كالنجم الساطع في عالم أنظمة إدارة الترجمة في أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فقد برزت منصة كليفرسو و احتلت دورًا رياديًا في عالم الابتكار والكفاءة والدقة، استنادًا إلى رؤى مستمدة من تقريرين رئيسيين في مجال أنظمة إدارة الترجمة هما “استقصاء وتقرير رابطة شركات الترجمة في المملكة المتحدة حول مجال الخدمات اللغوية في عام 2023″ الصادر عن مؤسسة Nimdzi و”حجم سوق أنظمة إدارة الترجمة: استعراض فرص النمو واستشراف مستقبلها للفترة من 2023 إلى 2030”. وضع المعايير العالمية والإقليمية الريادة في الابتكار التقني توسيع نطاق الخبرة اللغوية كليفرسو : الخيار الأمثل لاحتياجات الترجمة الحديثة رحلة إلى مستقبل إدارة الترجمة انطلق في رحلة مع منصة كليفرسو واستمتع بعالم تتحد فيه خبرة اللغويين مع قوة التقنية لإعادة رسم معالم إدارة الترجمة. تفضل بزيارة كليفرسو لمعرفة المزيد حول المنصة وحجز نسخة تجريبية. انضم إلى شبكتنا الواسعة من العملاء المتميزين في مختلف دول العالم ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذين يعتمدون على منصة كليفرسو 3.0 في تلبية احتياجاتهم اللغوية.

Tarjama Signs with T2

ترجمة وServ by T2 السعودية يوقعان اتفاقية شراكة استراتيجية لترويج وإعادة بيع منتجات تقنية اللغات 

الرياض، المملكة العربية السعودية – 23 نوفمبر 2023  أعلنت اليوم شركة ترجمة، الرائدة في مجال الحلول اللغوية الذكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع شركة Serv by T2 السعودية، المتخصصة في مجال البحث والتطوير. وفقاً لهذه الاتفاقية، ستقوم Serv by T2 بإعادة بيع وترويج منتجات شركة ترجمة التقنية في السوق السعودي.  تعليقًا على هذه الشراكة، قالت نور الحسن، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة ترجمة: “نحن متحمسون لهذه الشراكة مع T2السعودية، والتي تعد خطوة مهمة في توسيع نطاق حلولنا التقنية في المملكة العربية السعودية”.  منتجات ترجمة التقنية مثل CleverSo ونظام الترجمة الآليةAMT ، تعتبر رائدة في مجال تحسين عملية التوطين والترجمة، حيث يوفر CleverSo حلولاً مبتكرة لإدارة الترجمة بكفاءة، ويضمن النظام الآلي دقة عالية في ترجمة المحتوى العربي للقطاعات المتنوعة.  من جانبه، أعرب الرئيس التنفيذي لشركة Serv by T2 ماجد الجنودي عن سعادته بهذه الشراكة، مؤكدًا على أن Serv by T2 السعودية تسعى دائماً لتقديم أحدث الحلول التقنية التي تساعد على تحسين أداء الأعمال لعملائها في مختلف القطاعات.  أضاف البيان أن هذه الشراكة ستعزز من قدرات ترجمة في تقديم حلولها التقنية المتقدمة في مجال اللغات وتوسيع نطاق خدماتها في السوق السعودي. 

ترجمة تفتتح مقرها الجديد في المملكة العربية السعوديةحلول لغوية رائدة تواكب مشهد الأعمال المزدهر

الرياض، المملكة العربية السعودية، 13 نوفمبر 2023 – تعلن شركة ترجمة، المزود الرائد للخدمات اللغوية الذكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن افتتاح مقرها الرئيسي الجديد في مدينة الرياض، المملكة العربية السعودية، والذي سيباشر عملياته في {التاريخ}. وتأتي هذه الخطوة المهمة لتعكس التزام الشركة بتوسيع نطاق حلولها التقنية وتنمية قاعدة عملاءها ليس فقط في المملكة العربية السعودية، وإنما على مستوى العالم. تشهد المملكة العربية السعودية مسيرة تحوّل شاملة بدأت تؤتي ثمارها بتغيير هيكل الاقتصاد السعودي من اقتصاد معتمد على النفط إلى مركز أعمال عالمي يُعنى بقطاعات متنوعة. ومن هنا جاء قرار شركة ترجمة بنقل مجموعة من مديريها التنفيذيين إلى السعودية لتحفيز النمو وتعزيز مشهد الأعمال المحلي. ومن خلال مركز التوطين اللغوي المدعوم بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، ستباشر ترجمة بتوفير منظومة متكاملة من الخدمات اللغوية التي تشمل، على سبيل المثال لا الحصر: الترجمة والترجمة الفورية وترجمة مقاطع الفيديو وصناعة المحتوى، إلى جانب خدمات الاستشارات الاستراتيجية المصممة جميعها لتلبية احتياجات الأعمال الإقليمية والعالمية المتواجدة في المملكة. تفخر ترجمة اليوم بمكانتها الاستراتيجية كواحدة من أبرز مزودي التقنيات اللغوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ إذ نوفر باقة من الحلول المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل منصة الترجمة الآلية العربية (AMT) ونظام إدارة الترجمة (CleverSo) ومنصة الخدمات اللغوية (T-Portal)، والتي تسهم جميعها في تمكين عملائنا من توسيع نطاق عملياتهم وتوفير محتوى متعدد اللغات. وتعليقًا على افتتاح المقر الجديد للشركة في المملكة، أعربت نور الحسن، الرئيسة التنفيذية لشركة ترجمة وصاحبة الرؤية وراء تأسيسها، عن حماسها الشديد لهذه الخطوة المهمة في مسيرة الشركة، قائلة: “نشعر بفخر كبير تجاه رحلتنا الحافلة بالإنجازات التي انطلقت منذ 15 عامًا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. نحن نتابع عن قرب التغييرات الإيجابية التي تشهدها المملكة العربية السعودية وتحولها إلى مركز مزدهر يستقطب أهم الشركات العالمية، ولذلك يسعدنا أن نكون جزءًا من هذا التحول عبر توفير باقة من الحلول اللغوية المبتكرة الخاصة بشركة ترجمة والمصممة بدقة لتلبي متطلبات اللغة العربية والسوق السعودي”. وقد نجحت ترجمة منذ تأسيسها عام 2008 بترسيخ مكانتها لتصبح الشريك المفضل لتوفير الخدمات اللغوية للعملاء الدوليين والإقليميين على حد سواء. فقد ساهمت خدماتنا اللغوية وحلول الاتصال المدعومة بأحدث التقنيات في تحقيق نتائج إيجابية ملموسة كان لها دور كبير في تعزيز أداء عملائنا. ومن خلال تسخير نهجها الاستراتيجي القائم على تلبية احتياجات العملاء وتوفير حلول وخدمات عالية الجودة، تسعى ترجمة لتنفيذ خططها الطموحة بتوسيع نطاق وجودها للوصول إلى 11 موقعًا جديدًا بحلول نهاية عام 2025. وكخطوة أولية في سعينا الدؤوب للتوسع وتوفير حلولنا المبتكرة في أسواق جديدة، يأتي افتتاح مقرنا الرئيسي الجديد في المملكة العربية السعودية ليمهّد الطريق لمزيد من النمو في المستقبل القريب. عن ترجمةتضطلع شركة ترجمة بمكانة راسخة باعتبارها المزود الرائد للخدمات والتقنيات اللغوية التي تمكن العملاء من تطوير محتوى متعدد اللغات بأي صيغة ولغة يمكن تخيلها لمساعدتهم على الوصول إلى أسواق عالمية. ومنذ تأسيسها على يد نور الحسن في عام 2008، نجحت ترجمة بوضع بصمتها في سوق التوطين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بفضل حلولها اللغوية المبتكرة المصممة خصيصًا لإدارة المحتوى باللغة العربية. تتمثل رسالة ترجمة في تمكين عملائها من إطلاق العنان لإمكاناتهم واغتنام فرص النمو العالمي؛ إذ نضع بين أيديهم منظومة متكاملة من الحلول اللغوية الممتثلة للمعايير الدولية للجودة والسرعة والكفاءة من حيث التكلفة. وتشمل مجموعة خدماتنا المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي خدمات الترجمة والتوطين والترجمة الفورية وصناعة المحتوى والتفريغ الصوتي وترجمة مقاطع الفيديو والاستشارات الاستراتيجية.لمزيد من المعلومات حول شركة ترجمة، يرجى زيارة الموقع الرسمي www.tarjama.comانتهى استعلامات وسائل الإعلامللاستعلام، يرجى التواصل مع:حبيبة وليدالبريد الإلكتروني: habiba.waleed@tarjama.com

السوق العربية: ثروة من الفرص غير المستغلة لنحو 422 مليون ناطق باللغة العربية  

قد تكون الخطوة المنطقية التالية لأي صاحب عمل يحقق النجاح المطلوب التفكير بالتوسّع. وعادة ما تلجأ الشركات الناجحة إلى التوسّع بعد الوصول إلى مرحلة من النمو تبدأ فيها بالبحث عن مزيد من الفرص لتوليد مزيد من الأرباح. إلا أن كلمة “توسّع” تأتي بأشكال عدة؛ فقد تنطوي هذه الكلمة على شراء أصول جديدة أو تعيين المزيد من الموظفين أو زيادة الإعلانات وإطلاق المزيد من الحملات التسويقية أو توفير تشكيلة أكبر من المنتجات والخدمات أو دخول أسواق جديدة في مناطق غير مكتشفة. يواجه صنّاع القرار العديد من التحديات والمخاطر المترتبة على التوسّع وإنشاء فروع ومواقع جديدة؛ وبالرغم من ذلك فإن مجرد دخول سوق جديدة ينطوي على إمكانات لا حصر لها وجاهزة للاستغلال. ومن أبرز عوامل النجاح لهذا التوسّع الخارجي هو اختيار وجهة عملائك الجدد بناء على أسس مدروسة. وتعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من الوجهات المثالية لمثل هذا التوسع والتي تزخر بكم هائل من الفرص غير المستغلة.  فيما يلي خمسة أسباب تجعل من السوق العربية وجهتك المثالية للتوسّع:  تعد السوق العربية واحدة من أسرع أسواق التجارة الإلكترونية نموًا في المنطقة؛ فنحو 90% من المشتريات الإلكترونية في الشرق الأوسط يتم شحنها من الخارج. ونتيجة للطلب المستمر على تسوق المنتجات إلكترونيًا من قبل المستهلكين في هذه المنطقة، شهدت التجارة الإلكترونية نموًا كبيرًا في الآونة الأخيرة. وبحسب استبيان، فقد نمت التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الثلاث سنوات الأخيرة بسرعة أكبر من أي مكان آخر في العالم؛ حيث تشير التقديرات إلى وصول عدد المستهلكين المتجهين إلى التسوق الإلكتروني خلال ذروة الجائحة إلى 209 ملايين مستهلك. واليوم، ومع انتهاء إجراءات الإغلاق المرتبطة بالجائحة، لا تزال أعداد المتسوقين الإلكترونيين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في زيادة مستمرة. وبالعودة إلى الاستبيان، فقد قال 91% من المشاركين إنهم يتسوقون عبر الإنترنت بشكل منتظم. علاوة على ذلك، فقد شهدت الدول العربية زيادة ملحوظة في الاختراق الرقمي ما أدى إلى زيادة في معدلات الإنفاق وبالتالي نموًا اقتصاديًا هائلًا.  على الرغم من توافر الموارد الطبيعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ إلا أن الأمر لا يتوقف هنا، حيث تحتضن العديد من الدول العربية عددًا من مراكز ريادة الأعمال العالمية، ومثال ذلك المملكة العربية السعودية وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة. ومنذ انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2005، بدأت المملكة العربية السعودية بتجسيد مثال يُحتذى به في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة لغايات توسع العلامات التجارية العالمية والشركات الناشئة الجديدة. وفي توقعات أخرى نشرتها قائمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتميزة، من المتوقع أن تستضيف اقتصادات الشرق الأوسط الرئيسية أقوى زخم من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في عام 2023؛ إذ تتصدّر قائمة العشر دول قطر تليها المغرب، بالإضافة إلى أربع دول شرق أوسطية أخرى تم ذكرها في القائمة نفسها وهي عُمان والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة. وحتى في أوقات الأزمات، لم يشهد قطاع الاستثمارات في الشرق الأوسط أي تباطؤ يُذكر؛ بل على العكس، استمرت مسيرة الازدهار والنمو. فعلى سبيل المثال، وفي الوقت الذي كان العالم فيه يعاني من أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، نجحت قطر بتعزيز دورها كأكبر مُصدّر للغاز الطبيعي المُسال على مستوى العالم. كما عقدت شراكات مع العديد من الشركات منها Shell وExxonMobil وConoco Philips و Eni and Total Energies لغايات تنفيذ مشروع توسيع الحقل الشمالي. وعلى الصعيد المستقبلي، تستعد السوق العربية لترسيخ مكانتها كمركز عالمي لتقنيات الجيل القادم مثل البلوك تشين والذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس. لنأخذ الإمارات العربية المتحدة كمثال، حيث نجحت فعلًا بوضع بصمتها كواحدة من أبرز الوجهات الداعمة لقطاع التكنولوجيا المالية، لا سيما بعد إعلان حكومتها عن استراتيجية البلوك تشين الخاصة بها، ومن ثم تأسيس مجلس البلوك تشين. وبالفعل، فقد اتخذت وزارة الموارد البشرية والتوطين مجموعة من الإجراءات والمبادرات لاعتماد تكنولوجيا البلوك تشين في الدوائر الحكومية وللتطبيقات الإدارية.   تنعم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة كبيرة من الشباب بين سكانها؛ فبحسب الإحصاءات، يُشكل الشباب (من هم دون سن 30) أكثر من نصف عدد السكان (55%) في المنطقة. ونتيجة لإطلاق العنان لهذه الإمكانات الشبابية الواعدة، تزخر المنطقة بكفاءات عالية من حاملي الشهادات الجامعية والمهنيين الشباب الباحثين عن فرص توظيف أفضل. ويمكن لأنشطة التوسع الأجنبية الاستفادة بشكل كبير من هذه المجموعة المتنوعة من الكفاءات الشبابية. ولا تقتصر أهمية منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على كونها وجهة أعمال مميزة للشركات فقط؛ بل هي الخيار الأول للمغتربين القادمين من الدول النامية بحثًا عن فرص عمل أفضل تُحسن مستوى معيشتهم. ونتيجة لهذا المزيج الفريد بين القوى العاملة من الكفاءات العربية الشابة والكفاءات الأجنبية الماهرة، توفر المنطقة مناخًا استثنائيًا لعمليات التوظيف الفوري في حالات التوسّع. علاوة على ذلك، يحقق هذا المزيج بيئة تنافسية صحية بين الشركات التي تنوي التوسّع والمرشحين، مما يعزز بيئة مثالية للشركات المستقرة من جهة والشركات الناشئة من جهة أخرى.    نظرًا لارتفاع نسب الشباب والبراعة التكنولوجية فيها، تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واحدة من أكثر الأسواق جاذبية لتطوير المشاريع القائمة على التكنولوجيا. وبحسب التنبؤات، قد تكون هذه المنطقة الملاذ الآمن لعمالقة التكنولوجيا الجدد المهتمين بتقديم حلول مبتكرة للعالم العربي بما يلبي حاجتها المستمرة والطلب المتزايد على تقنيات جديدة. يوصف سكان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأنهم مستهلكون متعطشون للإعلام الرقمي؛ حيث يصل معدل استهلاك وسائل التواصل الاجتماعي إلى 3,5 ساعة يوميًا. وتضع هذه الإحصاءات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خارج إطار المنافسة مع أي منطقة أخرى في العالم. ونتيجة لهذه العوامل، تحول سكان المنطقة إلى قوة إنفاق عالية للتقنيات التي يستعدون لاستخدامها في جميع جوانب حياتهم.  تتعامل الحكومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع رواد الأعمال والتوسّع الأجنبي بعقلية إيجابية ومتفتحة.  فقد أصبحت الإمارات العربية المتحدة على سبيل المثال مركزًا لريادة الأعمال في المنطقة بفضل الدعم الحكومي والسياسات الداعمة والمساندة للاستثمار الأجنبي المباشر. كما قطعت أشواطًا طويلة في تطوير الإجراءات السهلة لإصدار التأشيرات لرجال الأعمال والموظفين ذوي الكفاءات العالية على حد سواء.  تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مرحلة محورية من تاريخها؛ إذ تنعم بمزيج قوي من العناصر الداعمة للتوسع الاقتصادي سريع الوتيرة. كما تنعم بواحد من أعلى معدلات العوائد الديمغرافية ومعدل عال في مجال تبني التكنولوجيا وارتفاع ملحوظ في الاستثمارات العامة وغيرها الكثير من الخصائص التي قد تساعد في الوصول إلى مستويات استثنائية حقًا من النمو والازدهار الاقتصادي.